زُحْلُوفَة طفولتنا
في هلالية، كان الثلجُ ضيفاً طارئاً، وكانت حقوقُ الطفلِ مَشروعةً في التمرّغ بكل أنواعِ التراب والنُّفايات، ثُمّ ملاقاةِ صنوفِ التعنيفِ والحرمان واللَّطْمِ بأكُفٍ كبيرة بحجم مدينةٍ من صُراخ، أكفٍ تَطبعُ بَصماتِها على ظهور براءتنا العارية، وتنهال علينا بما يعادل ديناميت مَقْلَعة قاسمو في ثِـقلها. هناك، في الجُغرافِـيَّة نفسِها، وفي سياق تراجيديا تلك الطفولة، ألقى الله في بيادر هلاليتنا تلالاً اتَّخذناها زُحلوفاتٍ مُــمَــلَّسةً تنحدر عليها براءتُـنا بشراويلَ مزّقها التحدُّرُ بلا رأفةٍ، لتستقبلها مُجازاة الأهل بما يَسمح به هزيع الليل من عِقاب. هناك، في هلالية طفولتنا، لا تزال الطفولة تنحدر من زُحلوفاتِـنا. هناك في هلالية.