هلالية في العَقْد السادسِ من عُمْري، صُوَرُهلاليَّةَ تُوقِظُ طُفولتي من سُباتها، تشدّ ذاكرتي إلى تلك الأزقة والبيوت الطينية التي انطبع أنينها في كلِّ خلية من خلايا جسدي وانطبعتُ بطِيبِتِها. هذا الشارع الذي أدار ظهره لمدينة نصيبين، يمضي نحو جهة الجنوب، حيث طريق عامودا، في نهايته، بُعَيْدَ تلك المنارة المتجهة نحو السماء، هناك كانت ولادتي في بيتٍ من الـّلَـبِنِ، حين كان هذا الشارع زقاقاً مكتظاً بالفقر والحرمان. بعد اثـنـتـين وخمسين شمعةً من التهميش، ها هي الصور تثير الشَّجنَ في قلبٍ دَعَكته تجارب الحب والشوق والحنين. هلاليةُ الطينِ والترابِ والوَحلِ، في عينيَّ، أجملُ من كلِّ المدنِ والفراديس، أغيثيني يا هلالية، يا فردوسي الوحيد. (خالد جميل محمد)