عن سعيد يوسف بعد رحيله..

عن سعيد يوسف بعد رحيله..
بالتهويلِ في الوقت الضائع وما بعد الضائعِ، لا فائدة من العبثِ بذِكرى الجَمالِ وقد رحل، لا فائدة من التغنّي بأمجاد (سعيد يوسف) بعد أن فضّلت كثيرٌ من الجهاتِ استقبالَ (العاهرات والعاهرين) على استقبالِه، حيث كان ينبغي أن يلتمسَ التقديرَ المناسبَ حين كان حاضراً يتنفس مثلنا، يضحك مثلنا، يتكلم، يمزح، يعزفُ ويُغَنّي، وهو في ظروف معيشية صعبةٍ، لكن عزّته وإباءَه حالا دون البوح بما في قلبه من آلام الحاجة التي لم يدركها الذين ظلوا ينتظرون من قامتِه الفنيةِ الشامخةِ الشاباشاتِ والتوسُّلَ، وهم يرشّون آلافَ الدولارات هباءً على قادماتٍ أو قادمين من مواخير الفسق والابتذال مبطّنةً بصيغةِ الفنّ. لا فائدة من تعظيم ذِكراه بعد الغياب الأبديِّ، وقد كان متمسِّكاً بمدينة الحب (قامشلو) التي لن تَسمعَ أرصفُتها وَقْعَ مشيتِه وهو يمضي من الحيّ الغربي نحو شارع الوحدة مارّاً بالقرب من مكتبة دار اللواء يردّ السلامَ من محبٍّ ويسلّم على آخرَ في الجهة المقابلةِ من الشارعِ، معبِّراً عن روحه اللطيفةِ التي لم تشأ مزاجيةُ الحاقدين أن تجدَ لها طريقاً على (منابرهم الهزيلةِ)، منابرِ (العهر الفني) وشعاراتِ النفاق والتسلق والتملّق الساقطة المكشوفة الأبعاد والنوايا والأهداف، تماماً كما كان الأمر مع محمد شيخو وجكرخوين وباڤێ صلاح وجميع المخلصين الأوفياء من أمثالهم، الراحلين منهم والأحياء.

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏عزف على آلة موسيقية‏‏‏



تم عمل هذا الموقع بواسطة