في شؤون المدن الكُردية المستهدَفَة والإنسان..



في شؤون المدن الكُردية المستهدَفَة والإنسان..
تنهار مدنٌ، تَنتفي دولٌ وتزولُ إمبراطورياتٌ. تُوضَع حدودٌ، تُرفَع حدودٌ، ويبقى الإنسانُ. ذاتَ وحشيةٍ لم تعرف الرأفة، دُمِّرت كوباني، وها هي قلوبُ ساكنيها تنبض بالعشق والحياة والأمل. ذاتَ شَراسةٍ لم يَعْهَد أصحابُها أيَّ ضَرْبٍ من الحبِّ الجميل، سِوى حبِّ الكيد والانتقام، اقتُلعت زيتونةُ عفرين وقُصفت سَرێ كانیێ، لكنَّ الكُرديَّ بقيَ كُردياً، ولم يُحِلْه القتلُ ومقاصلُ التهديد والوعيد غيرَ ما هو عليه، لأنه هكذا خٌلق تماماً كما خُلق العربيُّ عربياً، والسريانيُّ سريانياً، والتركيُّ تركياً والفارسيُّ فارسياً، وهكذا وجدَ الكرديُّ انتماءَه البريء دريئةً لضغائنَ لا جدوى منها ولا مسوِّغ لها في منطق الضمير الإنسانيِّ الحيِّ. تزول المدن ويبقى الكرديُّ غريقاً في انتمائه، بإرادته أو إرداة الحاقدين عليه، دونما جدوى من إكراهٍ يُجبره على انتماءٍ آخرَ لا يرتضيه الكردي كما لا يرتضيه ذاك الانتماء.

تم عمل هذا الموقع بواسطة