كل المصائب التي حَلَّتْ بنا وتَحلُّ، أثبتتْ وتُثبتُ أنْ لا بُدَّ من تقديم الاهتمامِ بالوعي

Xalid Cemil Mihemed


كل المصائب التي حَلَّتْ بنا وتَحلُّ، أثبتتْ وتُثبتُ أنْ لا بُدَّ من تقديم الاهتمامِ بالوعي، ببناءِ العقل السَّويِّ، وتأدية الواجبات بصفتها ‏واجباتٍ لا مِـنَـناً، على الاهتمام بالتبعية العمياء والعقائدية السقيمة الارتزاقية، وأكَّد غِنى تجربتِنا أنَّ الاشتغال على تشييد فكرٍ ‏سليمٍ أهمُّ بكثير من استثمارِ الشعارات الخاوية الجوفاء، التي أفرغَتْها كثرةُ الاستعمالِ من جوهرِها الفاعل، وأفضلُ من الجَرْيِ ‏وراء المكاسب الشخصية ذاتِ الطابعِ الأنانيِّ المريضِ على حساب قضايا مجتمعِنا وإنسان هذا المجتمع ومستقبله المجهولِ ‏الهُوِيَّة. كلّ الكوارث التي تُحيقُ بحياتنا وتَجعلُ مَصائرَنا على حافَة الهلاكِ، لَــمّــا تُعلّــمْـــنا أنّ الاهتمامَ بالتعليم، الفكرِ، الثقاقة ‏الجادّة والإبداعِ الحقيقيِّ أشدُّ نَجاعةً من إضاعة الوقتِ، الجهدِ، المال وأعظمِ ثرواتِنا الثمينةِ في سِجالاتٍ ومشاريعَ لا تنفع في ‏وقاية عقولِنا وأرواحنا من مخاطرِ العِلَلِ التي تُهَـدِّدُ وجودَنا في عالَـــمٍ لن يُشفقَ على دموعِنا وانكساراتِنا ورِضانا عن إخفاقاتِنا ‏السَّمْجَةِ وتَباهِينا بما نُظهِرُ أو نُضمِر من مكائدَ وأحقادٍ بعضُنا بحقِّ بعضٍ، في عالَمٍ لن ينتظرَ خُمولَنا وفَجاجة إنتاجِنا على قِلَّته ‏وضعفِه وضخامة صورته في أعيننِا، عالَمٍ لن يقتنعَ بزيفِ ادّعاءاتِنا وحُجَجِنا الواهيةِ في دفاعنا الشرس عن تقصيرنا وأغلاطنا ‏وكبرياء فشلنا، بل يطلب منّا أن نكون أقوياء بإنساننا الذي يجب أن نلتفت إلى بنائه قبلَ بناء العمران وتشيدد البنيان.‏

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‎Xalid Cemil Mihemed‎‏‏
تم عمل هذا الموقع بواسطة