مدرسة صقر قريش الابتدائية بــ هلالية/ قامشلو
هنا، حول هذي الجدران ذكريات مشحونة بقصص طفولة تائهة لم نكن ندري آفاقها. هنا تلقّيتُ ألفباء القراءة والكتابة وتلقَّتْ براءة يديَّ مئات العصيّ (التربوية/ التعليمية!) وبدأت رحلة الخوف من المعلمين والرهبة من المدرسة. هنا تمرّغت طفولتنا بترابٍ لا يشبه أي تراب في هذا الكون، ترابٍ له نكهته المغموسة بعذاباتٍ لا تترجمها البلاغة وأساليب البيان والبديع. هناك كنا نختبئ خجلاً أو خوفاً من معلمين ومعلمات مارسوا/مارسْن قساوةً مع طفولة ما كنّا نعي ...أنها طفولةٌ لها حقوقها في المواثيق الدولية ومنظمات حقوق الإنسان، وما كنّا نعلم أن من حقها التعلّم واللعب والركض والضحك وممارسة الفرح بلا حدود أو قيود. وهنا أيضاً كانت أحذيتنا البلاستيكية المرقَّعة تنهش أقدامنا الصغيرة وقد لفحتها حرارة الشمس في ذاك الفردوس العظيم. من هذا المكان المكتظِّ عذاباً وحرماناً كانت عربات الخضرة تمرّ، فنلحقها وننال حصتنا من سياط سادنيها، وفي اليوم التالي كنا نترقب معاودة المشهد لتكتمل لوحةٌ أطلق الله يدَ الأقدار لإكمال تفاصيلها المؤلمة حتى يومنا هذا، تلك تفاصيل مقصلة أحلام لمّا تكتملْ.