هلالية أولاً وأخيراً.



هلالية أولاً وأخيراً.
هناك، في تلك الزاويةِ المهدَّمةِ على حافَة الزمن، المهمَّشةِ قُبالةَ طريق قامشلو-عامودا، المهشَّمةِ خلف ذلك الكوخ المنسيِّ في أطالس الجغرافيا السياسية وحقوق الإنسان وبرامج المنظمات والأحزاب وخطط الحكومات ومخططات البلديات، قبل اثنين وخمسين عاماً، فتحتُ عينيَّ على زُرقة سماءٍ ظَلَّتْ تَهطل شقاءً بحجم رحمةٍ لم تَـمُـرَّ من هناك. هناك تتمرَّغ طفولتي، وتنبعثُ ذاكرتي من بين التراب الذي لا يعادل، بل يفوق في قيمته وجَماله كلَّ قارات العالمِ المتحضرة منها قبل المتخلفةِ. هناك ولدتُ وهناك ستتعطر روحي بأريج ترابِها منهالاً على عينيَّ المشتاقتين إلى هلالية التي لا يُشْبه عشقُها أيَّ عشقٍ آخرَ في هذا الكَوْنِ الهَباء.
الصورة إهداء من الصديق بافي سيميار شكراً 
Bavê Sîmyar

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏سماء‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏
تم عمل هذا الموقع بواسطة