"ظلَّ معظم المعاجم الكُردية قاصراً عن التعريف باللغة وطاقاتها الظاهرة والكامنة فيها، وما تشتمل عليه من مكوِّنات ثقافية، معرفية، علمية، أدبية، بلاغية، جمالية وفنّية؛ فغالباً ما اتسمَت المعاجمُ المنجَزة بأنها أخفقت في الارتقاء بمستوى الرصيد المفرداتي لهذه اللغة، كمّاً وكيفاً، شروحاً وتعريفاتٍ؛ لضعف التقنيات المستخدمة في بنائها، حيث كانت الإجراءاتُ المتَّبَعةُ غالباً بعيدةً عن العِلْمية، الدِّقة، الصواب والمراجعة. كذلك شهد التأليف المعجمي في اللغة الكردية إقبالاً متواضعاً عليه من حيث عدد المؤلِّفين والقرّاء، وهو -على تواضعه وقلَّته- إقبالٌ اتَّسَمَ ولا يزال يتَّسم بالتقليدية."
من كتاب (من قضايا المعجمية الكُردية. خالد جميل محمد. دمشق.2008)
"الاعتماد الكبير على الدخيل والمحرَّف، في (الهدية الحميدية) أدى إلى إغناء هذا المعجم بالحشو من المفردات والمواد الزائدة التي لا يستفيد منها مستعمل المعجم كثيراً، والتي لم تعكِسْ غِنى اللغة الكردية وثَراءَها المفرداتيَّ، بقدر ما عكستْ فقرَ هذه اللغةِ، هَجَانتَها، ضعفَها، تخلُّفَها، قرَويَّتَها وافتقارَها إلى غيرها لملءِ الفجوات المعجمية التي لا يمكن إنكارها أو تجاهلها، لكن هذه الفجوات ليست بالصورة التي بُولِغَ فيها في (الهدية الحميدية)، حيث كان بالإمكان تجنُّبُ كثيرٍ من الحشْوِ، والاكتفاءُ بما هو أَصْلٌ لا فَرْعٌ، وما هو كرديٌّ لا أجنبيٌّ.."
من كتاب (من قضايا المعجمية الكُردية. خالد جميل محمد. دمشق.2008)
"المعاجم تعكسُ المظهرَ الحضاريَّ للُّغةِ، وهي مرايا تتجلى فيها هويةُ الأُمّة ومدى تطورِها أو تخلُّفها، كما أنَّ المعجمية الكردية احتاجت وتحتاج إلى إثبات قدرتها على مواكبة العصر ومسايرة التطور، هذا الإثبات الذي لم تظهر معالِمُه بَعْدُ، لِما اتسمت به الممارسةُ المعجمية الكردية من قصورٍ، فهي لم تتحول بعدُ إلى عملٍ علميٍّ قائمٍ على المنهجية العلمية، ليس لِــعِــلَّـة في اللغة الكُردية، بل لِعِلّةٍ في الخطاب الثقافي الكردي عامةً، والخطابين النقدي والفكري بشكل خاصّ، حيث اتسم هذا الخطاب، بصورة عامّة، بثغرات، فجوات واضطرابات في مجال الدراسات التي تكفل الارتقاء به إلى مستوى الفاعلية والتأثير في الفكر واللغة، بهدف تطويرهما."
من كتاب (من قضايا المعجمية الكُردية. خالد جميل محمد. دمشق.2008)
"لم تحظَ المعجمية الكردية باهتمام كبير في الدراسات اللغوية الكردية على قِلَّتها وافتقار معظمها إلى الموضوعية والدِّقَّة، وقد أملَ مستعملو المعاجم الكردية أن تكون هذه المعاجمُ منابعَ تمدّهم بالمفردات الصحيحة، وترفدهم بمعارف سليمةٍ رسماً، لفظاً، معنى واستعمالاً، لكنَّ المعاجم الكردية اتسمت غالباً بالاضطراب في المنهج، أو باعتلال شديد في اللغة، حتى أنَّ بعضاً منها أخلَّ بأبسط القواعد اللغوية (الصرفية، النحْوية، الإملائية)، وأخلَّ بشروط المعجمية التي استسهلها بعضٌ من المؤلِّفينَ الذين لا تدلُّ أخطاؤهم على سَهْوٍ فحسبُ، بل على قِلَّةِ معرفةٍ بأصول العمل المنهجي الذي يُفتَرَض أن يسبقَ الشروعَ فيه تحقيقُ شَرْطِ إتقان القراءة، الكتابة، قواعد الإملاء، الصَّرْف، الاقتباسِ، النقل، الترجمة، البحث والتحرّي."
من كتاب (من قضايا المعجمية الكُردية. خالد جميل محمد. دمشق.2008)
"معظم المعاجم الكُردية المتداولة، غنيٌّ بعيوبٍ جازَ للقارئ أن يتشكّى منها، وما هي بعيوبٍ قليلةٍ أو عارضةٍ، إنما هي آفاتٌ غزيرةٌ ومزمِنة يزيد عمرها على ثلاثمئة عام، بدأت من (نوبهارا /نوبارا بچوكان) لـ(أحمدێ خاني) وهو معجم صغير ورائد في هذا المجال، ويشفع له أنه لم يُسبَقْ بنماذج كرديةٍ يَـقتدي بها، واستمرَّت إلى أن وصلت إلى يومنا هذا، حيث ظهرت معاجم ضعيفة في منهجها، ركيكيةٌ في أسلوبها، فقيرةٌ في مادتها اللغوية والعلمية وغزيرةٌ بأخطائها وعيوبها التي استفحلت وانتشرت في أغلب تلك المعاجم.."
من كتاب (من قضايا المعجمية الكُردية. خالد جميل محمد. دمشق.2008)